| كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 10/11/2012
| موضوع: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الأحد نوفمبر 11, 2012 11:56 am | |
| [center] | |
|
| |
طارق عبدالرحمن السيمت مشرف
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 10/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الأحد نوفمبر 11, 2012 12:28 pm | |
| أحدثكم اليوم حديث حبوبات عن من هو ازرق طيبة ومن اى بطون وعلى أى المتون
فجده الخامس لأبيه وايضا لامه هو العارف بالله القطب الربانى الشيخ يوسف ابوشراء الذى يعلمه القاصى والدانى وله من الكرامات والخوارق مايطول سرده واحسب ان هذا المقام غير مناسب لذلك وماإطرنا لذلك هو ان نعلم من أى البحار وارد هذا الازرق النحيل فمقارعة الظلم والظلمات هى صنعتهم وعبادة الرحمن وتعليم القرآن واطعام الطعام هى تجارتهم فلنبدأ بالجد الخامس الشيخ ابشراء او هامردا كما يحلو لمريده ترديده فتزامنت خلافته مع السلطنة الزرقاء والفونج ومادراك مالفونج لم يصانعهم او يداهنهم فصدع بالحق وكانت له مساجلات اثبتها خصومه وصارت تروى على مر الدهور لم تلين لهم قناة او يكسر لهم رمح فهم مع الله وفى معيته فمما يخافون وعلى ماذا يرجفون
اما الشيخ احمد الريح السجاد فهو الجد الثالث لازرق طيبة دخل فى حرب مع قبائل الهمج نصرة لمظلوم وعندما جاءت حملات الدفتردار الانتقامية لاذت به قبائل كبيرة طلبا للجوار والحماية وكان لهم ماأرادوا أمثل هذا الهزبر يحارب إن البطولة عند ازرق طيبة ميراث يجرى مجرى الدم فى عروقه يتنفسه ويعيشه فى سكناته وخلجاته ان الذين يناصبون ازرق طيبة العداء لهم فى حيرة من أمرهم لهذا الصبر الجميل والاحتمال المتزن لاكوام الدرن التى يسقطونها على طريقه لكنه إحتمال القادر وسماح العالم شيمة الكرماء الى حين والى حين هذه تزل البراميل الفارغة الذين اضحى نومه خزاز وشأنهم بؤس تتربصهم الهموم وتزدريهم الخيالات
اما عن جدك الثانى الشيخ حمدالنيل(راجل امدرمان) المقبور بامبدة هو الشيخ حمدالنيل بن الشيخ أحمد السجاد فحديثه عجاب أتى الى امدرمان سجينا بأمر التعايشى فى رهط من الاولياء الكمل لان التعايشى عاب عليهم بيعة المريدين لهم وهو خليفة المسلمين إذن المتاجرة بالدين هى حرفة قديمة فى هذا الوادى والشيخ حمدالنيل انجب فى ماأنجب من ذرية صالحة الشيخ عبدالباقى الجد الاول لأزرق طيبة هذاالشيخ تفنن فى عداءه للانجليز بل تعداه لاعوانهم من أهل البلد واعتبرهم خونة وقال للازهرى ياأستاذ والله الانجليز ديل يطلعوا زى طليعت مركوبى ده وقد كان له ماأراد
أستاذ حسن أمثل هذا يحارب ( من آذى لى ولى فقد أذن بحرب من الله) والله الذى لا اله الا هو لو وضعوا لازرق طيبة ماإإستقبل من أمرهم وماإستدبر لما رجع عن نصرة المظلوم والصدوع بكلمة الحق وتبصير الناس بحقوقهم بربكم حدثونى عن ولى تقى عالم كامل سار فى موكب سلطان أو التحف ثياب إمارة لن تجدوا ذلك فى السابقينلانه قسم ربانى فليبشر كل من تأمر على أزرق وليعيد قراءة التاريخ وإن غدا لناظره قريب وسوف يعلم الظالمون الى اى منقلب ينقلبون والله من وراء القصد ولنا عودة فللحديث بقية | |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الأحد نوفمبر 11, 2012 7:41 pm | |
| أجاز المجلس الاتحادى للمصنفات الادبية والفنية للشريف الباقر مالك الامين كتاب بعنوان عابد الله أزرق طيبة – المنهج والتطبيق برقم الايداع (327/2011م).
تناول الكتاب التصوف الاسلامى من خلال منهج وتطبيق شيخ الطريقة القادرية العركية الشيخ عبد الله بن الشبخ أحمد الريح بن الشيخ عبد الباقى أزرق طيبة ، مدللا على ان الاسلام دين ودنيا وسماحة واجتماع واخلاق ونظام بقدر ما هو دين أمان وعقيدة وآخرة و أن حياة الانسان الدنيوية و أعماله وأخلاقه الشخصية والاجتماعية موضوع جوهرى من مواضيع التصوف الاسلامى .
القرآن الكريم قد وطّد الاخوة بين المسلمين بكل قوة ودون فرق ولا اعتبار للجنس أو اللون أو النسب أو المال وجعل من صفات الاسلام ونتائجه الطبيعية واجب الاصلاح والاجتماع على رد الباغى على غيره دفعا لكل ظلم يتنافى مع هذه الاخوة . وهذا ما وجدناه مطبقا فى مدرسة السادة العركيين القادرية منذ تأسيسها على يد الشيخ عبد الله (العركى) بن الشيخ دفع الله بن السيد أحمد مقبل فى بداية دولة الفونج الى عهد خليفتهم الحالى الشيخ عبد الله أزرق طيبة، الاّ اننا لاحظنا عدم وجود كتاب بالمكتبة السودانية مخصص لسيرة ومنهج لأى من أؤلئك الخلفاء الذين تعاقبوا على خلافة اكبر سجادة للطريقة القادرية بالسودان، رغم تأثيرهم الواضح فى كل الحقب التاريخية التى عاشوا فيها ورغم ذلك نجد ان تراثهم محفوظ بفضل من تخرج من مدرستهم وما تفرع منها وايضا ما حوته قصائد شعرائهم.
ولما كان فى التعرّف على رجال الله فيه العبر والعظات، كانت الحاجة ماسة لكل مريد لطريق الحق، ظامى لشراب أهل الصدق ، طموح للوصول الى حضرة الرب، من وقفة على منهج وتطبيق مسلّكى الطريق الى الله، والتعرف على ماهم عليه، ليترسم نهجهم، ويحذو حذوهم، ويتأدب لآدابهم، فيحظى بودهم وقربهم، ويشرب من معينهم، عندئذ تشرق شمس حقيقة من قلبه، فتسطع على هيكله، فيهتدى بنوره الى الحق، فيكون له قدم الصدق. ومعرفة ذلك قد تم ترتيب هذا الكتاب علي النحو الاتي :- 1. الفصل الاول :يحتوي علي المراحل التاريخية لتطور الفكر الصوفى بواسطة مشايخه العباقرة والافذاذ وصولا لمرحلة الطريقة و الاجابة على متى ظهرت الطريقة في الإسلام ؟ ولماذا ظهرت ؟ لو كانت الطريقة صحيحة ، فلماذا لم يأمر بها رسول الله ؟ ولماذا لم يصرح بها وبمناهجها وأساليبها التي تنوعت وتعددت بحسب المشارب والمسالك ؟ 2. الفصل الثاني : ويحتوي علي مولد ونسب الشيخ عبدالله وحياته العلمية والادبية اوردت فيه ثأثير بيئته المحيطة فى نشأته، كما يحتوي علي حديث عام عن المسيد وخلوة القرآن والتكية، مع ذكر مؤهلاته للخلافة، وأخلاقه وصفاته وميزاته ومنهجه. 3. الفصل الثالث : ويحتوي على مقاصد بيعة الطريقة. والعلاقة بين الشريعة والحقيقة والتوسع فى مفهوم الشريعة والحقيقة، ليشملا علاقة الإنسان بالحياة. وسيره على النهج المحمدي باعتباره النهج الأكمل للوصول إلى الصورة الشاملة للنسيج الذي يتطلع إليه، ودور المرأة . 4- الفصل الرابع: ويحتوي علي التعريف على مجالس وحلق الذكر وطريقة أقامة لياليه والحركة فيه وادلة مشروعيتها وكما يحتوى على نبذه عن السماع والانشاد. 5- الفصل الخامس: ويحتوي علي شرح الشعائر والاحتفالات والمناسبات وكيفية احياء ليالى الذكر و توقير وتعظيم النبى صلى الله عليه وسلم. 6- الفصل السادس: ويحتوي علي خصائص أرواح الامة المحمدية والاهتمام بالقبور وزيارتها وايراد الادلة التى تؤكد مشروعية زيارة القبور والاهتمام بها . وختمنا بأن هذا الفكر لم يبق أسير كتب فلسفية أو أشعار وجدانية، بل سعى الشيخ عبد الله إلى تحقيقه وتطبيقه على أرض الواقع، من خلال منهجه فى الطريقة . وتمكنه من المحافظة على خطٍ تطبيق متميّز لابراز المخزون الأخلاقي والجهد السلوكي التربوي الكبير الذي تقوم به هذه المؤسسة الدينية الاجتماعية الفكرية الضخمة والتي تساهم عبر جهوده في الحفاظ على التوازن الاجتماعي والأخلاقي لمجتمعنا. والله أرجوه أن يوفقني ويهديني الي الصراط المستقيم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. المؤلف
| |
|
| |
هيثم الشريف زائر
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 12/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الإثنين نوفمبر 12, 2012 3:33 pm | |
| هذا جهد مقدر ومبارك نسأل الله التوفيق والسداد وجميل ان يعرف المنتدى الزوار عمن هو ابونا الشيخ شكرا الشريف الباقر شكر طارف ولو ممكن ينزل الكتاب لتعم الفائدة | |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:21 am | |
|
الشكر لك.... ولما كان فى التعرّف على رجال الله فيه العبر والعظات، كانت الحاجة ماسة لكل مريد لطريق الحق، ظامى لشراب أهل الصدق ، طموح للوصول الى حضرة الرب، من وقفة على منهج وتطبيق مسلّكى الطريق الى الله، والتعرف على ماهم عليه، ليترسم نهجهم، ويحذو حذوهم، ويتأدب لآدابهم، فيحظى بودهم وقربهم، ويشرب من معينهم، عندئذ تشرق شمس حقيقة من قلبه، فتسطع على هيكله، فيهتدى بنوره الى الحق، فيكون له قدم الصدق. لذلك كله، حاولنا جاهدين جمع شذرات، وذكر اشارات، والالماع الى ومضة من ضياء حياته ومنهجه فى كتاب سميته (عابد الله أزرق طيبة – المنهج والتطبيق).
الكتاب تجده بطيبة... واستجابة لكم سوف نقوم بما هو مطلوب
| |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:31 am | |
| [size=24 نبدأ
الإهداء إلى والديَّ وشيوخى وأهلي الأكرمين وإلى كلّ مَن علمني في مخـتلـِف مراحل الـتعليم وإلى أخونى و أصدقائي الأنقياء الخُلــَّص وإلى كلّ الغيورين على الطرق الصوفية. [/size] | |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:32 am | |
| شكر وتقدير الشكر لله أولاً وآخِراً .. ثم هنا بعض أنفس طوقتني بأفضالها وليت اللفظ يُسْعِدُني وهيهات - لأردَّ بعض الفضل لأهله . أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكلِّ الأعزَّة الذين ساندوني برعايتهم وتوجيهاتهم وملاحظاتهم القيِّمة التي أنارت لي الطريق فبلغت بها الغاية وأدركت بها المطمح .. وهم رجال لا يفتقرون إلى الثناء والإطراء ففضلهم ظاهر وبحرهم غامر : من آبائى واخوانى وزملائي وأصدقائي .. وقد آثرتُ ألا أصرِّح بذكر أسمائهم لمعنًى أثق في أنهم يفهمونه . وأطوي هذه الصفحة بإزجاء الشكر والتقدير لكلِّ مَن عاونني في هذه الدراسة ولو بـ " شقِّ تمرة " . واللهَ أسألُ ، أن يَجزيَ عنِّي الجميع خير الجزاء يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلبٍ وسليم . وصلى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً .
| |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:35 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه مقدمة الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي " لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ"، الحمد لله قامت بها الأشيا ، وسبحت بحمد ربها الأرض والسماء، ولازال الكون محكوماً بأسمائه الحسنى وصفاته العلي، فما من شىء إلا هو خالقه، ولا من فضل إلا هو سائقه، ولا من رزق إلا هو رازقه، ولا من أمر إلا هو مدبره، " يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ "(الرعد:2)، ونشهد أن لا اله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، سبحانه كتب علي نفسه البقاء، وكتب علي خلقه الفناء، وقدر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق ادم وجعل من نسله العرب والعجم، وأرسل رسله الكرام المصطفين الأخيار، واتبعهم من الصالحين المصلحين الأطهار حتى صاروا أمة مترامية الأطراف، تعبد الله رباً، وتؤمن بمحمد رسولاً، وتدين بالإسلام ديناً، وترفع راية لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونشهد أن سيدنا ونبينا وقدوتنا محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اعتز بالله فاعزه، واستنصر بالله فنصره وتوكل علي الله فكفاه، وتواضع لله فرفعه وذلل له رقاب الكافرين، صلوات ربى وسلامه عليه جمع الناس من شتات، وأحياهم من موات، علمهم من جهالة، وهداهم من ضلالة، وأخرجهم من الظلمات إلي النور بإذن ربه، ففتح الله برسالته أعينا عميا وإذانا صما وقلوبا غلفا، صلوات ربى وسلامه عليه ألان لنا خشونة الحياة، وأبان لنا طريق النجاة، وأنار لنا ظلمات الأرض وهدانا إلي الصراط المستقيم " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ " (الشورى:52-53)
صلوات ربي وسلامه عليه أخذ بأيدينا من الضعف إلى القوة، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الذّل إلي العزة لما جاءنا بهذا الدين ، وعندما جاءنا بهذه الرسالة، و حينما جاءنا بهذه العقيدة، ووضعها بين أيدينا، فجعلنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، وصبحها كمسائها، وغدها كامسها، صراط مستقيم "وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" الأنعام:153 .
فى هذه المرحلة من تاريخنا الإسلامي المعاصر التى يمكن ان توصف بأنها مرحلة حرجة من حياة الأمة ، نجد أنفسنا ملزمين بأن نوضح معالم الطريق الذى يقود إلى حالة التوازن فى الأمة لتنال عزتها فى الدنيا وكرامتها فى الآخرة ، ونجد أنفسنا ملزمين بذكر مكامن القوة الروحية فى ديننا الإسلامي العظيم، والتى بامكانها ان تدفع المسلمين إلى أعلى مراقى الرفعة والرقى، تلك القوة الباطنة التى ما أن تجد المنفذ المناسب حتى تملأ النفس بأنفاسها العطرة، جاعلة من المادة - في نظر المرء – مجرد وسيلة يجب تطويعها لغرض الصلاح النفسي والإصلاح الاجتماعى. فالجيل المعاصر، المنبهر بحضارة الآخر وتقدمه، المنغمس في الموجة المادية التي صارت مسيطرة على اغلب نواحى الحياة، ينبغي عليه فيها أن يفهم ويفقه فى جوهر الرسالة المحمدية ، حقيقة روحية عظمى، قادرة على الربط المتوازن بين الجانب الروحى لدينه والجانب الحضارى الذي يعاصره. وقد جاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمثل القدوة الكاملة ليقف نموذجاً حياً للتأسى والاقتداء في طريق السمو والرفعة الاخلاقية .
ثم جاء الربانيون من أمته يقربون للناس صفات النبوة وخلال الاصطفاء والاجتباء عبرعمل مشاهد محسوس وسلوك ملحوظ واجلاهم زينة وابرهم حيلة واجودهم صبغة في ذلك من سار على القدم المحمدى ، مزدانا من جواهر حضرة النبوة بنور يشع من ذاته التي تخللتها انوار القرب الالهى والخلق النبوى حتى عاد يهتدي بها السراة في ليل الحياة يجدون فيه الهدى الذى يسير على خط النبوة والرشد الذي لايتجافى مع منطق الشريعة وروح الحقيقة.
فشيخ الطريقة القادرية العركية التي تحمل كل المعاني الإسلامية الجامعة لخير الإنسان في الدنيا والآخرة وعلى كافة المستويات الروحية والاجتماعية، الشيخ عبد الله أزرق طيبة هو الغاية من رسالتنا هذه. ولما كان فى التعرّف على رجال الله فيه العبر والعظات، كانت الحاجة ماسة لكل مريد لطريق الحق، ظامى لشراب أهل الصدق، طموح للوصول الى حضرة الرب، من وقفة على منهج وتطبيق مسلّكى الطريق الى الله، والتعرف على ماهم عليه، ليترسم نهجهم، ويحذو حذوهم، ويتأدب لآدابهم، فيحظى بودهم وقربهم، ويشرب من معينهم، عندئذ تشرق شمس حقيقة من قلبه، فتسطع على هيكله، فيهتدى بنوره الى الحق، فيكون له قدم الصدق. لذلك كله، حاولنا جاهدين جمع شذرات، وذكر اشارات، والالماع الى ومضة من ضياء حياته ومنهجه فى كتاب سميته (عابد الله أزرق طيبة – المنهج والتطبيق).
نستأذن سيدى الشيخ عبد الله مستسمحين أن نشرف بساحة مكرماته، فنطوف حولها، لعلنا ندرك القليل، ونسأله متبركين أن ننزل بحرم حضرته، لنلتمس منه اليسير، فنبرزه للملأ لمحة خاطفة عن أطوار حياته أمد الله فى عمره، ونهىء للراغبين وقفة عاجلة مع بعض كمالاته، اذ ان سيرته لا تفى بها المجلدات، وما حوته هذه العجالة عنه ليس الا قطرة من فيض ما حوته مزنه من خيرات... ولعلنا نلمع بهذا الى قبس من سيرته يهتدى بها السالك والمتطلع الى سلوك طريق القوم فيتعرف على مسالكها ومعالمها. وأكون بفعلي هذا قد جمعت لأبناء هذا الجيل معلومات وآثار يرجع الفضل فيها الي المتقدمين الذين أتاحت لهم أزمانهم فرصة البحث الدقيق في شتي العلوم والفنون وذلك أسوة بمن سبقوني من أهل هذا الشأن مع أنه لكل مؤلف أسلوبه الخاص في النشر أو التأليف .
قد تم ترتيب هذا الرسالة علي النحو الذي سيجده القارئ والذي يتلخص في الاتي :- 1. الفصل الاول :يحتوي علي المراحل التاريخية لتطور الفكر الصوفى بواسطة مشايخه العباقرة والافذاذ وصولا لمرحلة الطريقة و الاجابة على متى ظهرت الطريقة في الإسلام ؟ ولماذا ظهرت ؟ لو كانت الطريقة صحيحة ، فلماذا لم يأمر بها رسول الله ؟ ولماذا لم يصرح بها وبمناهجها وأساليبها التي تنوعت وتعددت بحسب المشارب والمسالك ؟ 2. الفصل الثاني : ويحتوي علي مولد ونسب الشيخ عبدالله وحياته العلمية والادبية اوردت فيه ثأثير بيئته المحيطة فى نشأته، كما يحتوي علي حديث عام عن المسيد وخلوة القرآن والتكية، مع ذكر مؤهلاته للخلافة، وأخلاقه وصفاته وميزاته ومنهجه. 3. الفصل الثالث : ويحتوي على مقاصد بيعة الطريقة. والعلاقة بين الشريعة والحقيقة والتوسع فى مفهوم الشريعة والحقيقة، ليشملا علاقة الإنسان بالحياة. وسيره على النهج المحمدي باعتباره النهج الأكمل للوصول إلى الصورة الشاملة للنسيج الذي يتطلع إليه، ودور المرأة . 4- الفصل الرابع: ويحتوي علي التعريف على مجالس وحلق الذكر وطريقة أقامة لياليه والحركة فيه وادلة مشروعيتها وكما يحتوى على نبذه عن السماع والانشاد. 5- الفصل الخامس: ويحتوي علي شرح الشعائر والاحتفالات والمناسبات وكيفية احياء ليالى الذكر و توقير وتعظيم النبى صلى الله عليه وسلم. 6- الفصل السادس: ويحتوي علي خصائص أرواح الامة المحمدية والاهتمام بالقبور وزيارتها وايراد الادلة التى تؤكد مشروعية زيارة القبور والاهتمام بها .
وختمنا بأن هذا الفكر لم يبق أسير كتب فلسفية أو أشعار وجدانية، بل سعى الشيخ عبد الله إلى تحقيقه وتطبيقه على أرض الواقع، من خلال منهجه فى الطريقة . وتمكنه من المحافظة على خطٍ تطبيق متميّز لابراز المخزون الأخلاقي والجهد السلوكي التربوي الكبير الذي تقوم به هذه المؤسسة الدينية الاجتماعية الفكرية الضخمة والتي تساهم عبر جهوده في الحفاظ على التوازن الاجتماعي والأخلاقي لمجتمعنا.
والله أرجوه أن يوفقني ويهديني الي الصراط المستقيم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
المؤلف
| |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:38 am | |
| الفصل الاول مراحل تطور الفكر الصوفى والطريق
يمثل التصوف الإسلامي ظاهرة عميقة وممتدة ومتعددة المظاهر والتجليات في تاريخنا الفكري وواقعنا الاجتماعي والحضاري، لكننا مع ذلك لا نراها تحتل مكانتها الطبيعية في سلم أولويات البحث العلمي والجهد الثقافي، ويعود هذا إلى أسباب عدة. من أهمها أن الخطاب النهضي الذي أعاد صوغ أولويات الثقافة العربية الإسلامية، كان في معظمة خطاباً علمانياً عقلانياً ينأى بنفسه بعيداً مما سماه البعض خطاباً «أسطورياً عجائبياً»، وهكذا فقد تم القفز من فوق التصوف والمتصوفة على رغم كون التصوف يشكل نسقاً معرفياً اجتماعياً بل وسياسياً مستمراً وفاعلاً .
عندما ننظر في ثقافتنا الإسلامية الحديثة والمعاصرة نجد أن التصوف قد تعرض إلى أشد حملات التشويه والتغييب بل وحتى السخرية والازدراء، فهو في فكر النهضة يمثل ثقافة الانحطاط وثقافة ما قبل النهضة، وهو في الدراسات الاجتماعية نمط من أنماط التدين الشعبي، وهو لدى التيارات الإصلاحية السلفية بدعة وضلالة، وهو في الدراسات الأكاديمية نمط أسطوري عجائبي من التفكير مقابل الثقافة العقلانية.
أما الجهود الرامية لقراءة واقع التصوف اليوم كظاهرة دينية وكحالة اجتماعية، فهي مطالبة برؤية الظاهرة بشمولها، إذ كثيراً ما نرى تركيز الباحثين والمهتمين لا ينصب على ظاهرة التصوف نفسها، بل يتركز على ما يرافق طريق التصوف من ممارسات طقوسية مشبوهة وإبراز لما يدور في فلك التصوف من شعوذات، مع إغفال للجانب المهم في هذه الظاهرة، ألا وهو المخزون الأخلاقي والجهد السلوكي التربوي الكبير الذي تقوم به هذه المؤسسة الدينية الاجتماعية الفكرية الضخمة والتي تساهم عبر جهودها في الحفاظ على التوازن الاجتماعي والأخلاقي لمجتمعنا المعاصر.
يمثل التصوف الإسلامي قطاعاً ثريّاً مِن الفكر، إذ إنه عبّر عن مرحلة من مراحل التطور الفكري الذي وصلت إليه العلوم الدينية، في القرون الهجرية الثلاثة الأولى، حين أصبح التصوف لدى العديد من الباحثين والمفكرين هو العمق الروحي للدين الإسلامي، حتى إننا قلّما نجد مفكراً من مفكري الإسلام، خلا فكره مِن هذا العمق الروحي للإسلام.
وقد تطوّر الفكر الصوفي، ذاته، إثر مخاض وتفاعلاتٍ داخلية، إضافة إلى تمازج الفكرالإسلامي مع الثقافات المجاورة، متجاوزاً مرحلة (الزهد والتقشف) التي بدأ بها، ليتضمن، في (المرحلة الفلسفية) اللاحقة، مفاهيم أخلاقية ومعرفية وكلامية. ثم، لظروفٍ سياسية واجتماعية أخرى، وصل التصوف الإسلامي إلى (مرحلة الطُرق).
وقد تكاثف ظهور الطرق الصوفية، فيما بعد، استجابة لتحديات مختلفة، وتحقيقاً لأهداف متنوعة؛ إذ جاءت تلك المرحلة بعد تطور فكري، وتفاعلات وجدانية، أثبتت أن الاجتماع الإنساني، أو العمل الجماعي أمرٌ حتميّ؛ وعمّقت، كذلك، مفهوم التعددية في الاجتهاد، وحق الاختلاف في مناهج السلوك.
وهكذا، وجد أتباع الطرق الصوفية الحديثة، في العمل الجماعي، تحقيقاً لعدة أهداف، منها : مواجهة التمزق والتشرذم الذي كانت المجتمعات الإسلامية تعاني منه. الخروج من دائرة الحوارات الفلسفية والكلامية إلى الدائرة المدرسية التطبيقية للعلوم الصوفية. توليد (طرح) جديد يقترب كثيراً من النبض الإنساني، بعد أن وسّع بعض الفلاسفة الهوّة ما بين الفكر والتطبيق، باستغراقهم في المسائل الكلامية والمعرفية، على حساب الجوانب التطبيقية والتربوية، وبعد أن انشغل بعض المتصوفة بالتجارب الفردية وجانب الكرامات [أي التي تهتم بالكرامة، بالدرجة الأولى، كدليل على صدق حال الصوفي.]عن هموم الجماعة والأمّة. مقاومة الطغيان الاستعماري العسكري والثقافي على الساحة الإسلامية. إذ فرض ذلك، على التصوف، الدخول في نمط جديد من الجهاد الجماعي الصوفي، بدأ مع الزحف الصليبي في القرن السابع الهجري (13م)، والاستعمار الغربي في القرن الهجري الثالث عشر (19م).
وعلى الرغم من التفاوت، الذي ظهر فيما بعد، بين المدارس والمناهج الصوفية، فإن مرحلة الطرق، التي أظهرت لنا العديد من الطرق الصوفية، أصبحت مرحلة مميِزة للتصوف الإسلامي، في كافة المناطق التي وُجد فيها.
| |
|
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| |
| |
الباقر الشريف زائر
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 11/11/2012
| موضوع: رد: كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 9:48 am | |
| مواقف ابتداء سالك الطريق :
يتفق الصوفية على أن غايات الطريق ونهاياته لاتصح إلا بصحة البداية. واكدوا على أن اكثر موانع الطريق وعوائقه، انما تكون- كما قال الامام الجنيد : من فساد الابتداء ! ومن هنا اهتم اقطاب التصوف الذين تصدروا لتربية المريدين، بتصحيح بدايات السالكين ، وتوضيح الاسس التي يقوم عليها الطريق.
وتتشكيل بداية الطريق من ثلاثة مواقف رئيسية لا يسع السالك تجاوزها في سيره إلي الله، أولها موقف الشرع والعلم والعمل بقواعد الشريعة، ثم مرحلة الانتباه وتصحيح المسار من خلال موقف التوبة، واخيراً يأتي موقف التلقي من الشيخ المربي الذي يتولى تهذيب نفس السالك واعداده لهذا السفر الروحي .
كما أن النية هي أول الشروع في العمل ، فالعقيدة أول مقتضيات السلوك ... ولما كان الإسلام هو عقيدة التوحيد فان بدء الإنابة إلي الله يكون باليقين في وحدانيته تعالى فإذا صحت عقيدة العبد وحسن إسلامه بالاقتداء بمذهب المتقدمين من السلف الصالح ، بقي عليه أول فرض افترضه الله تعالى علي العباد، وإتفق الصوفية على أن العلم هو أول فرض افترضه الله على عباده، وجاء في الحديث الشريف: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) . . وقد إنتهى الصوفية إلي تحديد مفهوم العلم الذي هو فرض عين، معرفة الشرع والدين، وهو المراد في الحديث الشريف. أما مطلق كلمة (علم) فذلك هو فرض الكفاية الذي لا يستغنى عنه في اموار الدنيا وهناك علم لا ينفع، بل قد يضر كالسحر والتنجيم وهو الذي إستعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم: (عن زيد بن أرقم - رضِي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستَجاب لها ). . فأما من إستغنى عن العلم فذلك الذي مضى في طريق كحاطب ليل ضل وجهته، وكان الشيخ عبدالقادر الجيلاني كثيراً ما يستشهد بالحديث الشريف: (من عبد الله عز وجل على جهل، كان ما يفسد أكثر مما يصلح ) وكان كثيراً ما يقول لاهل مجلسه: (الجاهل لا يبالي به، إذا افلح وعبد الله كانت عبادته مردودة عليه لانها عبادة مقرونة بالجهل، والجهل كله مفسدة)
وبعدما يحصّل المبتدئ معارف الدين من علماء الشرع ، ويتعرف علي آداب الشريعة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيه يكون بذلك قد أتم الجانب النظري للبداية، وبقي عليه إستكمال الدائرة ، يعني العمل بما علمه ... حتى يرث مالم يكن يعلمه .
وللعمل بمقتضى العلم منهج وترتيب، فينبغي للعبد الاشتغال بالفرائض أولاً، فأذا فرغ منها إشتغل بالسنن ثم يشتغل العبد بعد ذلك بالنوافل وفضائل الاعمال، فإذا انتهى من ذلك فعليه مراعاة الآداب الشرعية في جميع أحواله .
وعلى هذا النحو السابق تكتمل دائرة الشرع، فبالعقيدة الصحيحة يكون العبد موقناً وبطلبه العلم يكون مخلصاً، وبإمتثال الأمر في العبادات يصير مسلماً، والتأدب بأداب الشرع يصبح تابعاً للسنة ولهذا فلا يصح التفريط في آداب السنة، وإنما ينبغي حفظ الآداب في جميع الأمور .
اتفق أئمة التصوف وأقطابه على أولية التوبة في الطريق الصوفي فلا يستغني عنها مخلوق من بني ادم . فكل ابن ادم خطاء ، فهو أن خلا من معاصي الجوارح لا يخلو من هم الذنب بالقلب ، ولا من الخواطر الشيطانية فإن خلا منها فلا يخلو من غفلة وتقصير في العلم بالله والعمل له ... ولذا جاء خطاب الحق تعالى لعموم البشر : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وحقيقة التوبة في اللغة (الرجوع) ، مادة توب. يقال تاب فلان من كذا أي رجع عنه .. فالتوبة الرجوع عما هو مذموم في الشرع، إلى ماهو محمود فيه. وهى العلم بأن الذنوب والمعاصي مهلكات مبعدات من الله ، وتركها مقرب إليه. فعلى هذا النحو، تكون توبة السالك تحولاً جذرياً من التخبط في دهاليز الدنايا، إلى السير في طريق الأخيار. وتكون توبته بذلك هي التوبة النصوح الواردة في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)
فإذا كان السالك لطريق الحق قد أحكم هذه التوبة النصوح وقد قام من قبل بواجبات الاعتقاد والعلم والعمل فانه يكون قد إستوفى الخطوط العريضة للشريعة، وبقيت عليه معرفة الدقائق..ومعرفة حقائق النفس... ومعرفة بقية مراحل الطريق. وهذا كله يخفي على المبتدى، ولا سبيل للوصول إليه من نفسه، وإنما السبيل الوحيد لذلك هو : صحبة الشيخ . والشيخ هو المرشد الروحي الذي الذي سلك طريق الحق وعرف المخاوف والمهالك والحدود، فتولى التربية للوصول إلي قرب الخالق عز وجل. ولا بد أن يكون الشيخ قد أخذ الطريق من شيخ سابق، بحيث تتسلسل متابعته إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكون قد ذاق حقائق الطريق وتحقق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
ويرى الشيخ عبد القادر الجيلاني - وسائر الصوفية- انه لابد لكل مريد من شيخ، فالمشايخ هم الطريق إلي الله، والادلاء عليه، والباب الذي يدخل منه إليه. فالمريد إذا جاء وقت إرادته، وإنفرد برأيه ولم يصحب شيخا، ضل وكان الشيطان له قائدا وشيخا ! وهنا يستند الشيخ عبد القادر الجيلاني للحديث الشريف (استعينوا على كل صنعة بصالح أهلها ) ليتوجه به توجها ذوقياً، مفادة أن الشيخ هو صالح أهل الطريق إلي الحق سبحانه وتعالى ، فلا محالة من الاستعانة به على هذه الصنعة (السلوك). وجرت سنة الله بأن يكون في الأرض شيخ ومريد، تابع ومتبوع وإن هذه تبدأ بأدم عليه السلام. فقد كان كالتلميذ حين تعلم من ربه الاسماء كلها ، ثم كان شيخا للملائكة حينما ظهر عجزهم وعدم علمهم بقولهم (قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا) فأنبأهم ادم عليه السلام بالاسماء .
أن شيخ السلوك يختلف من علماء الظاهر الذين يأخذ المبتدئ منهم علوم الشرع، حيث يمكن للسالك أن يتلقى علوم وفنون الشريعة من جملة علماء، أما دقائق الطريقة فلا يدركها السالك إلا بصحبة شيخ واحد ، فلا يصح لتربية المريد غير شيخ واحد في نفس الوقت. ولأن صحبة الشيخ في الطريق الصوفي، بإِعتباره حاجب باب الحق تعالى، تعمق اثره في نفوس السالكين المبتدئين، ولوجوب إِقتداء المريد بالشيخ والتأسي به .
أما ما جاء فى الشريعة الغراء فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ، (الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا) ، (أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) ، (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) ، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ) .
كما نلحظ هذا الأمر فى جميع الحرف والصناعات والمهن، وما شابهها، مهما علت أو سفلت ، نلحظ أنه لا بد لمن يريد ممارستها وتعلمها من معلم متمرس، خبير بتلك المهنة أو الصناعة، أو الحرفة، هو هنا بمقام " الشيخ" لتلك المهنة، وكم عرفنا فى بلادنا وغيرها من البلدان مصطلح: شيخ الصاغة وشيخ النجارين، وشيخ الحدادين،....والمجلس الطبى والهندسى والقانون... إلى آخر ذلك من أسماء المهن، ما كان يسمح لأحد بممارسة تلك المهنة إلا إن إذن له(شيخ) تلك المهنة بممارستها بعد التدرب والتريض عليها عند معلم معترف به بين أهل تلك الصناعة. وهو عند ساداتنا الصوفية ما يسمى بـ(الإذن) سواء فى التلقين أو التربية، أو التزكية أو التعليم. فلماذا نقبل فى أعمال الدنيا وممارساتها (الرخصة) فى ممارسة المهنة، و(الإذن) فى تعليمها، ولا نقبل فى الدين وسلوك الطريق إلى الله (الإذن) في التربية وتلقين الذكر ، وتعليم الشرع الشريف!.
وإذا كان في العلوم الدنيوية كالطب والهندسة والطيران والكيمياء وغيرها.. لا بد لطالبها من تعلمها على يد أستاذ مجاز من أعلى الهيئات والمراجع العملية يأذن له بتعليم تلك المهنة أو ذلك الاختصاص. فإذا كان فى العلوم الدنيوية وضرر الجهل بها مؤقت ينتهي بانتهاء الدنيا مهما طالت، فما بالك بطب القلوب، وهندسة الطريق إلى الله ، والطيران إلى حضرة الحق ، وكيمياء الروح وسائر علوم الآخرة التي تبقى بقاء الآخرة ؟!.
من هنا كان لا بد للمريد والسالك فى طريق الله تعالى من شيخ – تقي نقي صالح عارف بالله تعالى وبشرع الله – يربي المريد، وإمام يرشده ويوجهه، ويسدد خطاه، ويكشف له أحابيل الشيطان فى عباداته ومعاملاته، وخطراته النفسية، وإراداته القلبية، والواردات التي قد تكون خطراً على صاحبها أكثر من الكفر الصريح.
وفي سائر كتب سلفنا الصلح المعتبرين من هذه الأمة نرى حرص كل واحد منهم على تسجيل أخذه وتلقيه عن كبار شيوخهم، كابراً عن كابر، بالإجازة الشريفة، والتثبت المحكم ، سواء كان ذلك فى العلوم، أو في تلقي البيعة الصوفية الشريفة، واتصال السند . وقديما قالوا : " لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا من مُصْحَفِيٍّ ". فالصحفي: هو الذي يجمع محصوله من الصحف وحدها دون مرشد، والمصحفي: من قرأ القرآن وحده من غير شيخ ، وهذا مجرح عند أهل العلم . وإن لإلتقاء روح الطالب والاستاذ وتبادل الود وأنسجام الإرادة ، وأندماج الشخصيتين بالحب والتسامي والإخلاص لله في القصد ، كل ذلك له أكبر الأثر الروحي والنفسي كما هو مقرر عند أهل العلم فى القديم والحديث ، وعندما يكون السند متصلا يكون من ورائه سر مجرب ، يسميه ساداتنا الصوفية بـ ( بركة السند ) ، ألا ترى قوله تعالى (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّه بِإِذْنِهِ) تأمل ، فمن هنا تبدأ البركة ثم تتسلسل لمن أتصل بها .
انتهى الفصل الاول من كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 10/11/2012
| موضوع: الكتاب مرفق أدناه الخميس نوفمبر 15, 2012 3:30 am | |
| .. مرفق .. مرفق أدناه كتاب عابد الله أزرق طيبة - المنهج والتطبيق - المرفقات
- كتاب عابد الله أزرق طيبة - المنهج والتطبيق.pdf
- كتاب عابد الله أزرق طيبة - المنهج والتطبيق
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (944 Ko) عدد مرات التنزيل 0
| |
|
| |
| كتاب عابد الله أزرق طيبة المنهج والتطبيق | |
|