و الحزب الوطني الاتحادي يربو بكلياته نحو مؤتمره العام في فبراير القادم لابد و ان يتم تداول اكبر قدر ممكن من المرتكزات و المبادئ العامة للحزب الوطني الاتحادي تجديدا لفكره السياسي و تحديثا لمشروعه لبناء الدولة السودانية المدنية الوطنية الحديثة،ولابد ان يتم حوارا جادا حول هذه الوثيقة،فتجديد الفكر السياسي للحزب الوطني الاتحادي لايعني الخروج عن الفكر المرتبط بالحركة الوطنية، ولكن يعني الاقتراب اكثر من الواقع الموضوعي و الابتعاد عن (شرك)اختزال وحصر الفكر السياسي للوطني الاتحادي في منظومة من (الاستيهام التاريخي) تقودنا (لسلفيةحزبية جديدة)كخطاب سياسي للاعتقاد ومنهج في الادراك و الفعل السياسي.
تنص الوثيقة السياسية للحزب الوطني الاتحادي فيماتنص من مضامين علي انها:-
تعكس المرتكزات الأساسية للحزب الوطني الاتحادي - بصفته سليل الحركة الوطنية السودانية و الذي شكل محور النضال الوطني من اجل التحرر و جلاء القوات الاجنبيةو الاستقلال - المبادئ و القيم و التوجهات العامة لمشروع الدولة الوطنية الديموقراطية الحديثة على النحو التالى :
حزب لكل السودانيين:
يعبر الحزب الوطني الاتحادي عن الضمير الجمعي للامه و تطلعات السودانيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية و الاجتماعية والجهوية والمهنية داخل بوتقة الوطنيةالسودانية التي تتسع للجميع، ويعتقد الحزب جازما بقدرة الوطن على استيعاب كافة أبنائه، في إطار من اختلاف الرؤى الساعية لتحقيق المصلحة الوطنية السودانية، ويعتبر الحزب امتدادا أصيلا للحركة الوطنية السودانية التي قادت مسيرة التحرر الوطني منذ مطلع القرن العشرين.
الديمقراطية:
يؤكد الحزب على الديمقراطية كمبدأ أستراتيجي و محوري، ويسعي من أجل تعزيزها فكراً و ممارسةً في الحزب من خلال مناهج العمل السياسي و التنظيمي و في المجتمع و الدولة وذلك من خلال وضع دستور دائم ديمقراطي و تعزيز سيادة القانون والحريات العامة، والتأكيد على مبادئ الشفافية والمساءلة فى العمل العام وحرية الصحافة والإعلام ، وتشجيع المشاركة السياسية بأشكالها ومستوياتها المختلفة، والحفاظ على حقوق منظمات المجتمع المدني .
ويعتبر الحزب أن الأمة مصدر السلطات، والشعب صاحب الحق الأصيل في اختيار حاكمه ونوابه والبرنامج الذي يعبِّر عن طموحاته وأشواقه، كما هو صاحب الحق في المحاسبة والمساءلة وعزل الحكومات والحكام بالوسائل السلمية.
الوسطية الإيجابية:
ينطلق الحزب من رؤية وسطية تتفق مع توجهات أغلبية السودانيين وهى وسطية إيجابية تقوم على قيم المبادأة والمشاركة والسعى للتغيير ورفض التطرف وتبنى مواقف تتسم بالإعتدال فى العمل على تحقيق التحول الإجتماعى والإقتصادى والسياسى وذلك فى إطار الحفاظ على التوازن بين مصلحة الفرد والمجتمع .و يرى الحزب أن النهوض بالوطن و إخراجه من أزمته أمر لايمكن لحزب واحد أن يقوم به وانما هو عمل يحتاج إلى فكر الكل وجهدهم . ولذا يرفض الحزب العمل السياسى القائم على الاستحواذ أو الاستئصال. ويؤمن بأنه ليس فى صراع ولا تصادم مع أى من التيارات الوطنية، وانما يقدم وسطيته باعتبارها اجتهادا يطرح رؤية وطنية حضارية تمثل إسهاما تحتاجه الحياة السياسية فى السودان ويهدف للبناء مع الآخرين من أجل خير الوطن ورفعته. والوسطية من منظور وطنى اتحادي تعنى أن الوطن لن ينهض إلا بالعدل والديمقراطية معا وليس بأحدهما دون الأخرى. والوسطية تعنى أيضا إن طريق البناء الذاتي يؤسس على الثقة بالذات الوطنية والحضارية التعددية وينبع من قيم الحضارة العربية الإسلامية ذات الطابع السوداني المتميز بخصوصيته الثقافية المستمدة من المرجعيات التى أرتضاها الشعب .