Admin Admin
عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 10/11/2012
| موضوع: الشيخ الدكتور صلاح الدين الشيخ الخنجر يرد على الطيب مصطفى الأحد مارس 31, 2013 9:25 am | |
| الشيخ الدكتور صلاح الدين الشيخ الخنجر يرد على الطيب مصطفى:
السفير الأمريكي والطيب مصطفى بعيون أهل التصوف:
ورد في عمود ( زفرات حرى ) عدد الخميس لكاتبه الباشمهندس الطيب مصطفى هذا العنوان (السفير الأمريكي الصوفي) وقبله بيوم أوردت الانتباهة تحليلاً إخبارياً موجهاً عنوانه ( دبلوماسية القباب والأضرحة الخيار الأمريكي الجديد ) وقبله ( مدد يا شيخ باقان ) وغيره ، مع الهجوم المتواصل اللاذع على الشيخ أزرق طيبة من قبل الطيب مصطفى. فأقول للأستاذ الطيب والذي هو سمي لسيدي أحمد الطيب بن البشير أحد أقطاب الصوفية، رجاءً يا أستاذ أن يتسع صدرك للنقد البناء الهادف لأن صحيفتكم اسمها الانتباهة وأنتم في حاجة إلى التنبيه حتى لا تقعوا في مستنقع الغفلة ، ومنبركم اسمه السلام العادل وأنتم في حاجة إلى أن تعدلوا بين الناس لاسيما أهل الفضل والصلاح وتنطقوا بالحق الذي لا تدليس فيه، والله سبحانه وتعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول ولكن إذا هضمت الحقوق فالمسلم يدافع عن نفسه وعن أخيه لأنه من كمال الإيمان.
وفيما يتعلق بزيارة السفير الأمريكي للقلاع الصوفية، نعم شهدت الأيام المنصرمة نشاطاً ملموساً وزيارات متعددة للسفير جوزيف شملت العديد من البيوت الصوفية، وهذا يعني بأنهم محط أنظار العالم لمنهجهم المتكامل لإصلاح الدين والدولة وللجماهيرية العالية والمحبة الخالصة الني يتمتع بها السادة مشايخ الصوفية من قبل جماهير الشعب محبة لله وفي الله لا مصلحة فيها، ولكن أستاذنا الطيب مصطفى دعنا نبتعد قليلاً عن التحليل السياسي ولنأخذ الزيارة من منظور إسلامي (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) فالتواصل الاجتماعي مع المسالمين من غير المسلمين المستأمنين أمر مشروع دينياً وليس بممنوع قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وقد أتى السفير إلينا في عقر دارنا علماً بأن دور الصوفية مفتحة الأبواب طوال العام لكل الناس حكومة ومعارضة مسلمين وغير مسلمين، وقد أُمرنا بإكرام الضيف كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم نوعية الضيف مسلماً كان أو كافراً كما أن المسيد يقوم برسالة كرسالة الدولة في الرعاية الاجتماعية والدبلوماسية الشعبية والتي تقف جنباً إلى جنب مع الدبلوماسية الرسمية بل وتتفوق عليها في أحيان كثيرة ولا توجد عندنا استمارة لمعرفة هوية زائرينا ، وشيوخنا الأجلاء أمثال الشيخ الطيب الجد والشيخ عبد الوهاب الكباشي والشيخ الياقوت والشيخ أزرق طيبة .... مثل رؤساء الدول في قبول الآخرين، وبعض الشباب المتشددين - هداهم الله - قاموا بدبلجة صورة الشيخ الوقور الطيب الجد والسفير الأمريكي ونسخوا منها الآلاف حتى يقولوا للناس هؤلاء هم الصوفية.
ولتعلم أخي الطيب بأن السفير الأمريكي دخل السودان بالطرق المشروعة وفق الإجراءات الدبلوماسية التي تتبعها الدولة ولم يأتي به مشايخ الصوفية بل أتت به الدولة وفق اتفاقيات دولية والصوفية جزء من الدولة، والسفير الأمريكي مع عدم إسلامه مستأمن لا يجوز قتله ولا الاعتداء عليه كما حدث مع الدبلوماسي قرانفيل بل نقابله بالإحسان وندعوه للإسلام كما يفعل أهل التصوف دوماً، ثم ما الذي يضرك أخي الطيب إذا أسلم هذا الكافر ألا يعد نصراً؟ أم قتله في ظلمات الليل على يد المتطرفين هو النصر للإسلام؟! وقد أسلم قبل يومين الهولندي الذي كان من أشد الناس عداوة للإسلام نتيجة حوارات هادئة وبناءة تحترم الآخر، وقد أسلم قبله السيد لوشن القنصل الأمريكي في أواخر التسعينيات على يد الشيخ الجليل البروفيسور حسن الشيخ الفاتح بل وأخذ عليه الطريق الصوفي هذا إضافة إلى الكثير من الخواجات الذين أسلموا على يديه ببريطانيا وأمريكا، ثم هنالك عدد هائل من إخوتنا الجنوبيين أسلموا دفعة واحدة على يد نجله وخليفته الشيخ محمد في احتفال مشهود، وكل هذا جاء نتيجة للإحسان بهم والتحاور معهم وقبولهم لا بسبهم وشتمهم وإرهابهم وقتلهم، لأن ديننا الحنيف أمرنا بإكرام الإنسان وعدم ذمه وإنما نذم أفعاله لأنه قد يفعل أمراً خطأً اليوم وغداً يكون في جملة المسلمين المتقين وهكذا علمنا الإسلام، واستقبالنا أخي الطيب للسفير هو اقتداء برسول الإسلام الذي ننتمي إليه أنا وأنت حيث كان صلى الله عليه وسلم يستقبل الوفود من غير المسلمين بمسجده الشريف ويتحاور معهم بل ويهدي إليهم الهدايا، بل وأدخل أبا سفيان بيته الطاهر وهو يومئذ على الكفر ويناصب النبي صلى الله عليه وسلم العداء، وكل ذلك ليؤلف قلوبهم ويرققها للإسلام، كما أنه يأتي من باب الضيافة العامة والكرم والحفاوة السودانية واحترام الأجانب حتى نعكس الصورة المشرقة للإسلام في السودان، ونحن مدركون تماماً للمؤامرات التي تحاك ضد وطننا ولا نعرف العمالة والارتزاق ولا نحتاج لمن يعرفنا بها كأنك اكتشفتها مؤخراً، وأنت لا تعلم طبيعة الحوارات التي تتم بين مشايخ الصوفية والدبلوماسيين ولو كنت تقرأ وتتطلع على أخبارهم المنشورة بالصحف لعلمت فيم كانوا يتحاورون وماهي القضايا التي يناقشونها والتي من بينها إزالة الفهم الخاطئ عن الإسلام وتصحيح صورة السودان والسودانيين في أذهانهم، وأهل التصوف بتارِيخهم الطويل نجدهم كالذهب لا يصدأ في حبهم لوطنهم والتعلق به واسأل التاريخ ينبئك عنهم، وعليك بالتقرب منهم ومحاورتهم في كل ما يلتبس عليك حتى تعلم الحقيقة لا أن تهاجمهم على الدوام في الطالعة والنازلة.
وفي تقديري الخاص أستاذنا الطيب أن التعامل مع أمريكا وتطبيع العلاقة معها وهي دولة كافرة خيرٌ لأهل السودان من التعامل مع إيران ذات المشروع الإسلامي الذي تدعيه، فأمريكا ليس لها دين ولا ترعى ديناً وإنما تعمل وفق مصالحها الوطنية، وتبادل المنافع مع غير المسلمين كما نعلم جائز شرعاً ( مات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي) ولكن إيران دولة ذات أجندة خفية وهي الراعي للتبشير الشيعي في العالم الإسلامي والذي هو خطر كبير على عقيدة ووحدة الأمة واستقرارها، كما أن الشعارات التي رفعها أهل السودان ضد أمريكا في أوائل التسعينيات ما كانت موفقة أبداً ولا حكيمة مثل ( الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا )، ونحو ( أمريكا روسيا قد دنا عذابها )، فهاهي أمريكا تصبح الراعي لمفاوضاتنا مع إخوتنا الجنوبيين والتي أدت لتقسيم السودان، وها هي روسيا تدخل مع السودان في شراكة لتنقيب الذهب والمعادن بعد أن دنا عذابها، ثم هنالك الصين الشيوعية الملحدة والتي تقول ألا إله للكون هانحن ندخل معها في شراكات متعددة أبرزها البترول وآخرها تكفلها بتشييد برج المؤتمر الوطني بمنحة من الحزب الشيوعي الصيني، ولم نسمعك تتحدث عن هذا الأمر رغم أنهم كفار حسب منطقك والكفر ملة واحدة.
وفيما يتعلق بهجومك المتواصل اللاذع على الشيخ أزرق طيبة واتهامك له بالشيوعية معتمداً في ذلك على المعلومات والوثائق والمنشورات، فأنا أجزم بأنك لا تعرف شيئاً عن هذا الشيخ الجليل وتستقي معلوماتك من مصادر مضللة وجدت لديكم هوى في النفس مع حكم مسبق على من لا تعرف، وأذكرك بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فالمعلومات وحدها لا تكفي في الحكم على الآخرين فالأحرى والأدق أن تجتمع به وهو على درجة عالية من العلم والمعرفة وآداب الحوار، ويكرم كل من أتى إليه، فأنت تسيئ إلى الشيخ وتتهمه بالشيوعية والسيد رئيس الجمهورية ( ابن أختك ) يجتمع به في منزله بالقيادة العامة للحوار والتشاور معه في كثير من القضايا (فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ( وإلى هذه اللحظة أنا لم أجتمع بأزرق طيبة حتى تقول إني أنتسب إليه ولكن هو الدين الذي أمرنا بنصرة المظلوم.
وفي الختام أخي الطيب أخشى عليك من أهل الليل وسهام الأسحار
سهام الأسحارِ صائبة المرامي
إذا وُترت بأوتار الخشوعِ
يصوبها إلى المرمى رجالٌ
يطيلون السجودِ مع الركوعَ
بألسنةٍ تهمهمُ في دُعاءٍ
وأجفانٍ تفيضُ من الدموعِ
إذا وترنَ ثم رميت سهماً
فما يغني التحصنُ بالدروعِ
الدكتور صلاح الدين البدوي الشيخ الخنجر
المجلس الأعلى للتصوف | |
|