Admin Admin
عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 10/11/2012
| موضوع: تاريخ السودان الديمقراطي المشرق الإثنين نوفمبر 19, 2012 12:23 pm | |
|
الحزب الوطني الاتحادي.. تاريخالسودان الديمقراطي المشرق الفاضل حسن عوض الله /سطر جديد/صحيفةالصحافة
الاتحاديون والمشاركةثمة مانعنفسى وأخلاقى يمتد عبر التاريخ المتراكم يحول بين تقبل جماهير الاتحاديين لمشاركةحزبهم فى الأنظمة التى تعاقبت على البلاد، فهم يرون أنفسهم سدنة الديمقراطية وحراسمعبدها، وهم دوماً يفاخرون بنقاء سجلهم الحزبى من التورط فى المغامرات الانقلابية .. الرابح منها والخاسر . ومازالوا يجترون أمجادهم تحت ظل الديمقراطية واستحقاقاتهاالانتخابية منذ نشأة مؤتمر الخريجين فى 1938 عندما تمكنت مجموعة الأشقاء «النواةالأولى للحزب الوطنى الإتحادى» من السيطرة التامة على عضوية مؤتمر الخريجين فى عام 1944م، وكان بإمكانها أن تكتسح لجنته الستينية ولجنته التنفيذية بالكامل، الا أنحصافة الأشقاء ارتأت أن يحافظ مؤتمر الخريجين على قوميته حتي يحقق الآمال الوطنيةالمعقودة عليه، فكان أن وضعت مجموعة الأشقاء هدفاً محسوباً يتجسد في فوزهم بـ «36» مقعداً من اللجنة الستينية وتسعة مقاعد من اللجنة التنفيذية التي كانت تتكون من «15» عضواً، فكان لهم ما ارادوا وفق حسابات بارعة أتقنها الأشقاء. وقد نبع هذاالمانع النفسى لدى الجماهير الاتحادية من المشاركة فى النظم غير الديمقراطية منذعهد المستعمر، حين قاد الزعيم الازهري وزملاؤه في مؤتمر الخريجين جميع طبقاتالمجتمع السوداني في حملة وطنية ضارية لمقاطعة المجلس الاستشاري لشمال السودان «1944م» والجمعية التشريعية «1948م». وكان المجلس الاستشاري برئاسة الحاكم العاموعضوية السكرتيرين الإداري والقضائي والمالي بوصفهم نواباً للرئيس، بالاضافة الى «28» عضواً سودانياً يمثلون زعماء العشائر في المديريات الشمالية، إلى جانب كبارالموظفين السودانيين، وقد مُنحت عضوية الشرف في هذا المجلس للسيدين علي الميرغنيوعبد الرحمن المهدي. وكان الرأي الوطني في مقاطعة هذا المجلس يعتمد علي أن المجلسجاء مسلوب الاختصاص لا حول له ولا قوة، وبحكم أنه صنيعة استعمارية فإنه لن يلبيمطالب مؤتمر الخريجين في مذكرته الشهيرة التي رفعها للحاكم العام في 3 ابريل 1942م،والتي على رأسها حق تقرير المصير. كذلك جاءت المقاطعة لأن المجلس بحكم تسميته كانيرمي لتقنين فصل جنوب السودان عن الشأن القومي السوداني. ونفس هذه الاسباب هي التيأدت لمقاطعة الجمعية التشريعية التى كانت شأنها شأن المجلس الاستشاري هيكلاً صورياًشادته الأجهزة الاستعمارية وقاطعته جموع الشعب السوداني بقيادة الأشقاء وأعضاءمؤتمر الخريجين في كل مدن السودان. وكان للاتحاديين رهان باهر على الديمقراطيةبعد انشقاق حزب الشعب الديمقراطي «الواجهة السياسية لقيادة الطائفة الختمية» عنالحزب الوطني الاتحادي في يونيو 1956م. وجاء هذا الانشقاق نتاجاً طبيعياً للقاءالسيدين في 3 ديسمبر 1955م، والذي صدر عنه بيان منهما يدعو الى تشكيل حكومة قومية،وقد شكل الازهري بالفعل حكومة قومية في 2 فبراير 1956م تكونت من الوطني الاتحاديوالاحزاب المؤتلفة بقيادة حزب الامة، الا أن هذا لم يكن كافياً لمجابهة الغيرةالسياسية والتخوف من بروز قوى سياسية جديدة تستأثر بالرصيد الجماهيرى الطائفى. وعندانقسام حزب الشعب عن الحزب الوطني الاتحادي باعتبار ذلك نتاجاً طبيعياً للقاءالسيدين واتجاه هذا الحزب المنشق للائتلاف مع حزب الامة لتكوين حكومة السيدينبرئاسة السيد عبد الله خليل، أخذ أنصار الوطني الاتحادي يدعون الرئيس ازهري لحلالبرلمان واجراء انتخابات جديدة، الا أن صاحب الطريق إلى البرلمان رفض ذلك وطالب أنيثبت الشعب رضاءه بالديمقراطية، وأن يتقبل اى قرار يصدره البرلمان بصدر ديمقراطيرحب، وبالفعل في 5/7/1956م اسقط البرلمان الحكومة الوطنية الاولي برئاسة الزعيمالازهري التي انجزت السودنة والجلاء والاستقلال، وهكذا خرج الاتحاديون من الحكمللمعارضة امتثالاً لقواعد الديمقراطية التى آمنوا بها وارتضوها منهجاً أوحداًللحكم. ولم تلن قناة الاتحاديين واستطاعوا بمعزل عن اي سند طائفي وبمؤازرةجماهير الحزب الوطني الاتحادي وجماهير الشعب أن ينتزعوا لحزبهم «44» دائرة فيانتخابات مارس 1958م كانت في معظمها تمثل دوائر الوعي والاستنارة في كل مدنالسودان، حيث عمدت حكومة السيدين إلى إعادة ترسيم الدوائر فقلصت دوائر المدن وزادتعدد دوائر الريف لمحاصرة تيار الوعى الذى كان فى طليعته الاتحاديون، في حين نال حزبالامة «63» دائرة وحزب الشعب «26» دائرة. وخلال حكم عبود «1958 ــ 1964م» والعهد المايوى «1969 ــ 1985م» وعلى عهد الإنقاذ الحالى، ظلت الجماهير الاتحاديةعلى ذات المزاج الوطنى المؤمن إيماناً فطرياً بقيم الديمقراطية الكاملة غيرالمنقوصة رغم مشاركة البعض من هنا وهناك، فما زالت ذاكرة الجماهير الاتحادية تختزنإيثار قادتهم وحشة سجون المستعمر ومنافي الجنوب على عهد عبود التى ارتادها قادتهموعلى رأسهم الزعيم الأزهرى ورفاق دربه، ومازالوا يتذكرون جيداً موت الأزهري فى سجونمايو واستشهاد الشريف حسين الهندى فى المنافى الموحشة، وإعراضهم النبيل عن شهواتالمشاركة ومغانمها.. وهكذا هم الاتحاديون.. وهكذا هو المزاج السياسى للجماهيرالاتحادية ورهانها الوطني الذي لن يغيره الزمنالصحافة | |
|