الهام الصديق زائر
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 14/11/2012
| موضوع: شلناها الشيلة..وغلبتنا الجمعة نوفمبر 23, 2012 12:38 pm | |
| شلناها الشيلة..وغلبتنا
نزول المرأه للعمل في كثير من الأحيان يصبح من الضروريات ...وليس لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ومحاولة إثبات ذاتها ومقدرتها بأن تكون بنفس قدرات الرجل أداءً وإدارةً للعمل الذي يفترض أنه من مهام الرجل وبالتالي حكراً عليه ...فزيادة متطلبات الحياة مواكبةً للعصر والتي هي من أهم اسباب الضغوط الاقتصادية اليوم فكانت دافعاً أكبر لخروج المرأة للعمل لزيادة دخل الأسرة مساعدة للأب أو الزوج .
المرأة في مجتمعنا يعول عليها كثيراً لبناء الأسرة الصغيرة كأم وراعية بل أنها " وتد الخيمة " كما نطلق عليها دائماً " أي ركيزتها " التي نعتمد عليها لتظلل الأسرة بأكملها مما قد يحملها فوق طاقتها خاصة إن كانت أمراة عاملة تحاول جاهدة أن لا تترك مجالاً لأي ثغرة تقصير قد تطول مملكتها التي تحيا لتفتخر بها ...كما أن لها من الالتزامات العائلية والاجتماعية والعادات الجميلة التي تدخلها إلى مملكة النساء من منظور مجتمعنا السوداني مما يزيد الأمر عليها إرهاقاً.
إن تلك المصاعب التي تواجه المرأة العاملة لهي مسار نقاش دائم بين " جمعة " النساء متى ماسنحت لهن الفرصة ...لكن أن تطلق إحداهن سهماً يصيب البعض في مقتل " ياأخوانا شلناها الشيلة ...لكن غلبتنا " مشيرة لتحميل الزوج للزوجة المسؤولية كاملة أومعظمها " تملصاً " عن مسؤولياته لهو الأمر الجدير بالمناقشة لتحديد صحة اتهامها له حتى أصبحت تردد مقولة " ضل راجل ولا ضل حيطة " شعوراً منها أن وجوده ليس إلا كمالة عدد من أجل الأولاد والواجهة الاجتماعية.
نحن لا نوجه الاتهام للزوج ولا نملك الحق بالحكم عليه خاصة في غيابه...فقط نسلط الضوء على ماقد يقلب الموازين الطبيعية للدور الذي من المفترض أن يؤديه كل من الزوجين داخل الأسرة ليكون بنيانها على أسس صحيحة . إن أكثر مايهمنا الزوجة " وتد الخيمة " خوفاً من أن ينخر السوس فيها فتسقط لتنهار الخيمة على من فيها من الأبناء والزوجين ولانعمم ولكننا نخصص غالبية الأزواج في العاصمة والمدن الكبرى مستثنيين الأرياف.. يفقد الزوج فيها بوصلته الداخلية التي توجهه لإدارة مسؤولياته كزوج وأب تجاه أسرته ...لاندري خطا من الذي دفع بالزوج لرفع يده عن مسؤولياته متى ما ارتضت الزوجه الوضع بل " دقت صدرها " تفانياً وإخلاصاً من أى مفهوم ومنطق هذا ماسنتناوله في مقال لاحق .
مانحاول أن نرسله اليوم من رسالة لكل زوجة عاملة كافحت وتكافح من أجل العيش الكريم لأسرتها أن تحرص على أن تمسك العصا من النصف حتى لا تختلط الموازين الطبيعية للحياة ولاتميل كل الميل على نفسها فتحملها ما يحني ظهرها يوماً... وقد يزيد من معاناتها ماقد تجده من عدم تقدير من الزوج والأبناء ظناً منهم أنه الوضع الطبيعي للأسرة فيشيبون على ما شبوا عليه وهو بالتأكيد ما لا ترمي إليه....لتجدي نفسك أمام حائط مائل شيدته يدك ربما دون قصد لكنه آيل للسقوط في أي لحظة وسنوات العمر قد ضاعت تاركة ورائها ما لا يمكن استعادته من العمر ...ليذهب سدى .
ولتكن رسالتنا لكل زوج وأب لهي بمثابة تنبيه إلى ما قد يؤول إليه الأمر إذا ما قلبت الموازين وما تفقده من مكانة هي مغروزة " بالطبيعة " فينا نحن الشعوب الشرقية عند الزوجة والأبناء لتجد نفسك في مقارنة مع " ضل الحيطة ".
فلنتوقف قليلاً لنعيد ترتيب أوضاعنا قبل فوات الأوان قبل أن تمحى شرقيتنا وننسى قوله تعالى : " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " وقوله تعالي " وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ "..
عواطف عبد الرحمن فرح | |
|